ما هو العقم عند الذكور؟

يتم التحدّث عن العقم إذا لم يحدث حمل على الرغم من الجماع الجنسي العادي والمنتظم لمدة عام. 35 في المائة من الرجال فقط، و 35 في المائة من النساء فقط، و  30  في المائة من حالات العقم يكون سببها الإناث والذكور معا. 

أسباب العقم عند الذكور

 فقط تلك المرتبطة بالخصية (30-40 في المائة)، اضطرابات الحيوانات المنوية التي تتشكّل في الخصية بسبب الانسداد الموجود في القنوات (10-20 في المائة)، الأمراض المتعلّقة بالغدة النخامية ومنطقة ما تحت المهاد (1-2 في المائة) وأسباب غير معروفة (40-50 في المائة) قد تكون سبب العقم. اتضح أن الأسباب غير المعروفة لعقم الذكور كثيرة.

العقم الناجم عن الحيوانات المنوية

 يستغرق الأمر من 3.5 إلى 4 أشهر من الوقت الذي يبدأ فيه تكوين الحيوانات المنوية في الخصية حتى يتم قذفها مع السائل المنوي. السبب الرئيسي للعقم عند الذكور هو أن تكون الحيوانات المنوية غير طبيعية من حيث العدد, الجودة, الحركة، أو عدم تكوّنها على الإطلاق. تظهر الصورة الموجودة على الجانب تشوهات الحيوانات المنوية. الحالات التي لا يمكن فيها إخراج قذف الحيوانات المنوية عبر القضيب هي أيضًا تشكّل جزء من أسباب العقم. لا يمتزج السائل المنوي مع الحيوانات المنوية بسبب الإنسداد في القنوات حتى لو تكوّنت الحيوانات المنوية بشكل طبيعي.

قد يكون إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين غير كافٍ للغاية أو قد لا يتم تكوين الحيوانات المنوية إطلاقا لأسباب وراثية حتى إذا كان نمو الخصيتين وتوازن الهرمونات طبيعيتان تمامًا. أصعب مسببات عقم الذكور في العلاج هي الحالات التي لا تتشكّل فيها الحيوانات المنوية لأسباب وراثية. يجب إجراء أبحاث عميقة جدًا. وبصرف النظر عن عدد محدود من المرضى، فإن معدل النجاح منخفض.

العقم الناجم عن الخصية؛

أسباب العقم الناجم عن الخصيتين هي التهابات الخصية، الأمراض المنقولة جنسيا، تضخم أوردة الخصية التي تسمى دوالي الخصية، الخصية المعلقة التي لم تنزل الى مكانها، وأن تكون الخصية صغيرة الحجم منذ الولادة.

العقم الناجم عن طلق قذف السائل المنوي

 القذف (طرح السائل المنوي) هو الحدث الذي يتم فيه إطلاق الحيوانات المنوية الى داخل مهبل الأنثى عن طريق تقلص البروستاتا والخصيتين وأكياس السائل المنوي عند الوصول الى النشوة الجنسية. قد يكون سبب العقم هو عدم القدرة على قذف الحيوانات المنوية الى عمق المهبل في حالات القذف المبكّر.

تنغلق الآلية التي تحبس البول الموجود في عنق المثانة أثناء القذف. وبهذه الطريقة، لا يذهب السائل المنوي مع الحيوانات المنوية الموجودة بداخله إلى المثانة ويتم قذفهما من القضيب الى الخارج. يذهب السائل المنوي إلى داخل المثانة ولا يخرج من القضيب عند تعرّض هذه الآلية للضرر خاصة في التدخلات الجراحية المغلقة المطبّقة على للبروستاتا. لذلك، لا يمكن للحيوانات المنوية اللازمة للحمل أن تصل الى مناطق عميقة في المهبل. وهذا ما يسمى بالقذف المرتجع. يجب عدم إخضاع البروستاتا الخاص بالأشخاص الذين لم ينجبوا الأطفال إطلاقا لتدخلات جراحية غير ضرورية. بالإضافة إلى ذلك، تقوم بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الانسداد في البروستاتا بتوسيع رقبة المثانة، مما يتسبب في هروب السائل المنوي إلى المثانة.

أسباب العقم الأخرى؛

 تعاطي الكحول ومنتجات التبغ، بعض الأدوية التي يتم تناولها باستمرار، تعرّض قناة الأسهر  (vas deferens)  التي تنقل الحيوانات المنوية للضرر بسبب جراحة الفتق، الاضطرابات الهرمونية، العلاج الإشعاعي لأسباب مختلفة، ارتداء الملابس الداخلية الضيقة، العمليات الجراحية في منطقة الفخذ، انسداد القنوات التي تنقل الحيوانات المنوية بسبب الأمراض المنقولة جنسياً التي لم يتم علاجها هي كلها أمور يمكن أن تؤدي إلى العقم.

تشخيص العقم عند الذكور

 يجب استجواب الأزواج معًا والحصول على السيرة المرضية (Medical  History) في حالة عدم حصول الحمل بعد الجماع المنتظم لمدة عام واحد. يتم تنفيذ تحليل السائل المنوي. يتم إعطاء السائل المنوي للمختبر في ظروف مناسبة عن طريق الاستمناء بعد 3-5 أيام من عدم إفراغ السائل المنوي. يجب أن حجم يكون السائل المنوي 2 سم مكعب على الأقل. إذا كان الحجم أقل فإن ذلك يعني وجود مشكلة في كيس المني أو البروستاتا. يجب أن يكون عدد الحيوانات المنوية بين 20-300 مليون في كل 1 سم مكعب. أقل من 10 مليون في 1 سم مكعب يعني مشكلة عقم أكثر خطورة. تشير التشوهات مثل الحيوانات المنوية ذات الرأسين وازدواج الذيل إلى أن هذه الحيوانات المنوية بعيدة عن القدرة على إخصاب البويضات. ميزة أخرى مهمة في تحليل الحيوانات المنوية هي سرعة حركة الحيوانات المنوية. يتم تصنيف سعرة الحيوانات المنوية من 0 إلى 4. تشير سرعة الحيوانات المنوية من درجة 3 و 4 درجة إلى سرعة جيدة للحيوانات المنوية. يجب أن تكون نسبة 50٪ من الحيوانات المنوية ذو سرعة من درجة 3 و 4 من بين جميع الحيوانات المنوية.

علاج العقم عند الذكور

الأساليب الكلاسيكية في العقم

 يتم إعطاء الأدوية التي تزيد من تكوين الحيوانات المنوية للمريض. يجب علاج التهابات المسالك البولية والتهابات الأعضاء التناسلية. علاج الاضطرابات الهرمونية في حال وجودها.

 ينصح المريض بعدم التعرّض لدرجات الحرارة العالية لفترة طويلة. درجة الحرارة داخل أكياس الخصية هي 3-4 درجات أقل من درجة حرارة الجسم العادية. يمكن للخصيتين إنتاج الحيوانات المنوية عند درجة الحرارة هذه فقط. يمكن أن يؤثر الذهاب إلى الساونا أو الينابيع الساخنة، ارتداء الملابس الداخلية الضيقة، العمل في البيئات الساخنة مثل الأفران على درجة الحرارة هذه ويسبب العقم.

 بما أن مرض دوالي الخصية يمنع تدفق الدم في الأوردة الحاملة للدم الملوث الخاص بالخصية، فقد يؤثر ذلك سلبًا على تكوين الحيوانات المنوية عن طريق التسبب في زيادة درجة حرارة الخصية. يجب علاج دوالي الخصية جراحيًا إذا لزم الأمر. يتم لسوء الحظ تنفيذ جراحة دوالي الخصية دون داعٍ لأسباب عديدة. توجد دوالي الخصية في 20 من كل 100 ذكر. لذلك، 20 في المائة فقط من كل 20 ذكر يصابون بالعقم بسبب دوالي الخصية. هذا يدل على أن العديد من حالات دوالي الخصية لا تسبب العقم. لهذا السبب، يجب أن يقرر طبيب خبير في هذا المجال ضرورة تنفيذ جراحة دوالي الخصية أم لا. 

 من المهم جدًا تطبيق طرق العلاج الكلاسيكية بوعي، وخاصة العلاج الهرموني الذي يتم التخطيط له من قبل أطباء ذوي خبرة كبيرة في هذا الصدد. يمكن أن تجعل علاجات الهرمونات التي يتم إعطاؤها دون داعٍ مشكلة العقم الموجودة لدى المريض تصبح أكثر خطورة بدلا مع علاجها.

طرق تسهيل التخصيب (الإخصاب الصناعي)

يقوم الذكر بإعطاء الحيوانات المنوية عن طريق الاستمناء عدة مرات إذا كان عدد الحيوانات المنوية في المريض منخفضًا. يتم إرسال هذه الحيوانات المنوية المجمعة إلى داخل رحم الأنثى في سائل خاص باستخدام حاقن. هذه الطريقة غير مجدية عندما يكون عدد الحيوانات المنوية منخفضًا جدًا. لا ينبغي تكرارها إذا فشلت 2-3 محاولات. يجب أن يشرح للأزواج أن نسبة نجاح هذا التطبيق منخفضة.

أطفال الأنابيب

في الطريقة المعروفة باسم الإخصاب الصناعي (IVF) وبإسم أطفال الأنابيب بين الناس، يتم تخصيب الحيوانات المنوية المأخوذة من الذكر مع البويضات المأخوذة من الأنثى في بيئة المختبر. يتم إختيار الحيوانات المنوية ذو أفضل جودة. يتم وضع الحيوانات المنوية داخل البويضة المأخوذة من الأنثى عن طريق ثقب البويضة باستخدام طريقة الحقن المجهري. وهذا ما يسمى الإخصاب الصناعي. تتم عملية وصول الحيوان المنوي إلى البويضة وإخصابها بأكملها في الخارج ضمن بيئة المختبر. تؤخذ البويضة الملقحة بهذه الحيوانات المنوية عندما يصل إنقسام الخلية إلى عدد معين. يتم وضعها داخل رحم الأنثى.

بنك الحيوانات المنوية – متبرع الحيوانات المنوية؛

 يمكن جمع الحيوانات المنوية وتجميدها في بنك الحيوانات المنوية ضمن درجة معينة والاحتفاظ بها لسنوات. يقوم الأشخاص الخاضعون للعلاج من سرطان الخصية على وجه الخصوص بتخزين الحيوانات المنوية في بنك الحيوانات المنوية قبل الجراحة. ثم يتم استخدام الحيوانات المنوية عندما يرغب الأزواج بطفل.

أما في تطبيق الحيوانات المنوية المتبرّعة، عندما لا يكون لدى الذكر أية حيوانات منوية أو في حالات عدم وجود الإنتاج، يتم استخدام الحيوانات المنوية التي تم جمعها من ذكر آخر وتخزينها في بنك الحيوانات المنوية من أجل الحمل. هذا تطبيق ممنوع في بلادنا كما هو الحال في العديد من البلدان. يسمح النظام الصحي بذلك في بعض البلدان. 

استخراج الحيوانات المنوية من الخصية وأساليب مماثلة؛

يتم إخراج الخصية من كيس الصفن (كيس الخصيتين) في الحالات التي تصنع فيها الخصيتين القليل جدًا من الحيوانات المنوية أو حالات عدم القدرة على قذف الحيوانات المنوية من القضيب حتى إذا تم تكوينها بشكل طبيعي. يتم بعد ذلك قطع الخصية وأخذ عينات من القنوات الدقيقة في داخلها ومن ثم العثور على الحيوانات المنوية الموجودة ضمن هذه العينات باستخدام المجهر في بيئة مختبرية. يتم حقن هذا الناتج الذي تم الحصول عليه باستخدام طريقة الحقن المجهري الى البويضة المأخوذ من الأنثى. زادت فرص الحمل وإنجاب الأطفال حتى في الحالات اليائسة بفضل التطورات الكبيرة التي حصلت في طرق الإخصاب الصناعي (IVF) في السنوات 10-15 الماضية.