ما هو الإحليل (القناة البولية)؟

الإحليل (القناة البولية) عبارة عن قناة تصريف للبول يبلغ طولها 5-6 سم وتطرح البول من المثانة الى الخارج. المهبل عبارة عن جهاز اتصال جنسي على شكل اسطواني مسطح يتصل مع الرحم بطول 7.5-10 سم. يقع الإحليل فوق المهبل مباشرة (الصورة 1: الإحليل). يتكون الإحليل من 4 طبقات من الداخل إلى الخارج. يتألف من الغشاء المخاطي، نسيج غني بشبكات الأوعية الدموية، نسيج عضلي طولي (longitudinal) من الداخل، ونسيج عضلي دائري (circular) في الخارج. طبقة العضلات الداخلية هي استمرار لعضلة المثانة. يحتوي الإحليل على آليتين طوقين إثنتين حابستين للبول (العضلات العاصرة). تتحد الألياف الدقيقة القادمة من المثانة عند نقطة خروج الإحليل، التي تسمى الإحليل السفلي، وتثخن وتصبح حلقة. هذه الحلقة هي الطوق الخارجي الحابس للبول (العضلة العاصرة الخارجية). على الرغم من أن طوق حبس البول الخارجي (العضلة العاصرة) هذا يمتد على مدى الإحليل بأكمله، إلا أن مكانه الأكثر سمكًا يقع بالقرب من فتحة المخرج حيث يطرح الإحليل البول. أما طوق حبس البول الداخلي (العضلة العاصرة) فإنه يوجد على عنق المثانة حيث يلتقي الإحليل والمثانة. يمكنك رؤية العضلة العاصرة الداخلية (internal) والخارجية (external) في الصورة.
أسباب تضيق الإحليل (القناة البولية)؟
أسباب مثل الإصابات أثناء الولادة المهبلية لدى النساء، التدخلات الجراحية في المهبل، حوادث المرور، التهابات المسالك البولية، تطبيقات القسطرة المتكررة غير الضرورية على المسالك البولية، تطبيق الإشعاع المرتبط بالسرطان في الأعضاء المحيطة تعطّل مرونة الجهاز البولي. يتم تضيق داخل القناة البولية جزئيًا أو كليًا. يصبح تدفق البول صعبًا ورقيقًا ويسبب الشكاوى مثل التبول مع الإجهاد والتبول المتكرر. السبب الأكثر شيوعًا هو تطبيق القسطرة على المسالك البولية دون داع. سبب آخر شائع للتضيق هو ضغط وتضيق المسالك البولية كمضاعفات لجراحة الرباط المرتخية (TOT-TVT) المنفّذة بسبب سلس البول.
أعراض تضيق الإحليل (القناة البولية)
يتسبب التضيق في عدم تسرب البول عبر القناة ولا يمكن طرحه بشكل مريح. يتبول المريض مع الإنتظار. يتبوّل بشكل رفيع ومتكرر. يشعر بالألم أثناء التبول. هناك شعور بالإنضغاط. لا يمكن للمريض التبول على الإطلاق (الاحتفاظ) في التضيقات المتقدمة. يسبب التهاب المسالك البولية الخطير.
تشخيص تضيق الإحليل (القناة البولية)
تقييم شكاوى المريض والعمليات السابقة هي أمور مهمة في التشخيص. تعتبر مشاهدة القناة البولية باستخدام أدوات تلسكوبية (تنظير الإحليل) فعالة في فهم موقع وطول التضيق والاضطرابات في المثانة الناتجة عن التضيق. تصوير المسالك البولية بمواد الصبغة (urethrogram ) مهم في التشخيص. بالإضافة إلى ذلك، فإن قياس كمية البول المتبقية في المثانة يعطي معلومات مهمة حول التضيق. يمكن الحصول على معلومات شاملة عن التضيق الموجود داخل القناة البولية عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية الذي يتم تطبيقه من داخل المهبل أو خارجه. لا يبقى البول في المثانة في نهاية التبول عادة. يتم استخدام القسطرة البولية والقسطرة في الجهاز البولي في 9 معايير مختلفة بين 6-24 لأغراض مختلفة (6-8-10-12-14-18-20-22- 24). إذا لم تعبر القسطرة رقم 14 من قناة التبول لدى المرأة، فإنه يمكن التحدّث عن التضيق في القناة البولية. يضغط المريض على المسالك البولية بشكل لا إرادي لحماية نفسه عندما يتم تطبيق قسطرة على المسالك البولية دون تخدير. قد لا يتم السماح للقسطرة رقم 14 بالمرور على الرغم من عدم وجود تضيق في المسالك البولية. قد يعطي هذا الانطباع وجود التضيق بشكل خاطئ. لا يتم إجراء هذا الخطأ التشخيصي في يد من ذوي الخبرة. كما أن تطبيق القسطرة على المريض مع التخدير الموضعي سيقضي على احتمال التشخيص الخاطئ.
علاج تضيق الإحليل (المسالك البولية)
عملية التوسيع
توسيع الإحليل عند النساء: هي عملية عبور التضيق بالقوة باستخدام مجسات معدنية أو بلاستيكية. يمكن تطبيقه كأول علاج. إجراء مؤلم. يجب أن يتم تطبيقه تحت التخدير العام. نجاحه قصير الأجل. يحتاج إلى التكرار. يجب أن يعرف أن هذا الإجراء سيزيد ويعمّق تضيق القناة البولية لدى المريض.
جراحة تضيق الإحليل
الجراحة المغلقة
قطع التضيق بسكين بارد مع التنظير؛ العثورعلى التضيق وقطعه بشكل طولي عن طريق استخدام مصدر ضوئي مع سكين صغير في نهاية الأداة التلسكوبية. يتم إجراء الشق في اتجاهين عند الساعة 3 و 9. من الضروري معرفة أن العملية يمكن أن تتلف آليات حبس البول التي نسميها العضلة العاصرة (الطوق)، وبالتالي فإنها تؤدي الى سلس البول بشكل مرتبط بذلك. يتم تطبيق هذا الإجراء بنجاح في المراكز ذات الخبرة.
الجراحة المفتوحة
اسم الجراحة المفتوحة لتضيق الإحليل لدى النساء هو رأب الإحليل. يعطي نتائج أكيدة. يجب مع ذلك تطبيق الإجراء في المراكز واليدين ذوي الخبرة. إنها جراحة حساسة. يكون الإجراء أسهل إذا كان التضيق موجود عند مخرج القناة البولية. يتم قطع قسم التضيق بشكل دائري وإزالته. يتم خياطة طرفي القطع معًا مرة أخرى. لا تظهر المشاكل لأنه بعيد عن آلية حبس البول.
لا يتم القطع وإعادة التوصيل في حالات التضيق الأطول والموجودة في مكان أعلى في الإحليل، ، يتم بدلاً من ذلك قطع التضيق طوليًا ويتم وضع سديلة (رقعة) بينهما. يختفي تضيق الإحليل بسبب الرقعات، كما يصل الإحليل إلى عرضه الطبيعي ويتم الحصول على نتيجة أكيدة. يتم أخذ الرقع ونقلها من المهبل أو من الشفران الصغيران المجاوران للمهبل. يتم استخدام الغشاء المخاطي المأخوذ من داخل الفم من الناحية المثالية أكثر. على عكس الاعتقاد الشائع، لا تسبب الرقعات التي تؤخذ عن طريق الفم أي مشاكل داخل الفم وهي الأنسجة المثالية للإصلاح الذاتي. تتطلب هذه الطريقة براعة فنية. يمكن للمريض أن يحصل على تغذية طبيعية عن طريق الفم في اليوم التالي. لا يوجد ندبة ولا تسبب الألم. يجدد نفسه خلال يوم أو يومين. يمكن الحصول على الأنسجة من نفس المكان بعد بضعة أشهر إذا لزم الأمر. تعتبر عمليات الإصلاح باستخدام السديلة الحرة (الطعوم) صعبة من الناحية الفنية ولكن معدلات النجاح أعلى. نستخدم نحن السديلة الحرة من الغشاء المخاطي للفم على الأغلب في جميع الحالات لدينا. نحصل على نجاح كامل.
يتم تطبيق السديلة الحرة بطريقتين، إما من فوق أو من تحت القناة البولية. يتم الوصول إلى منطقة التضيق التي تم تحديد موقعها وطولها قبل العملية من خلال شق جراحي صغير ويتم قطع التضيق طوليا ووضع الغشاء المخاطي المأخوذ من الفم في تلك المسافة. يتم تركيب القسطرة للمريض ويتم الإنتظار لمدة 10-15 يومًا من أجل انسجام النسيج. يستعيد المريض وظيفة التبوّل الطبيعي. التقنيات المطبّقة من المنطقة الظهرية (الشمالية) أو البطنية (الجنوبية) لها مزايا أو عيوب خاصة بها. من المهم عدم إجراء شقوق جراحية كبيرة وإزالة الأنسجة في المهبل حتى لا تضعف الوظيفة الجنسية.
يتم توسيع القناة البولية في التقنية التي نطبّقها نحن, سواء من المنطقة الظهرية أو البطنية, إلى عرضها الطبيعي مع السديلة المأخوذة من الفم دون تنفيذ أي قطع في المهبل، مما يمنع حدوث المشاكل في الوظائف الجنسية للمرضى. بما أن العضلة العاصرة الطوعية (آلية حبس البول الإرادية) يتم وضعها على شكل حدوة حصان على القناة البولية، فإن العملية هنا تتطلب المزيد من الدقة الفنية. يتم استخدام العدسات (نظارات مكبرة) إذا لزم الأمر من أجل تجنّب تعريض العضلة العاصرة (آلية حبس البول) للأضرار. معدل النجاح أعلى لأن أنسجة البظر ستدعم السديلة الظهرية. لكنها تتطلب تشريحًا أدق. من الضروري الانتباه إلى حزمة الأوعية الدموية العصبية للبظر. يتم مشاهدة الأنسجة بمزيد من التفصيل بمساعدة العدسة المكبرة الخاصة (loop) المتصلة بالعين. تشبه العضلة العاصرة في احليل النساء العضلة العاصرة الموجودة خلف القضيب عند الرجال. لهذا السبب فإن تضيق الإحليل الأنثوي مشابه لتضيق الإحليل الخلفي عند الرجال.
باختصار، يتم إصلاح تضيق الإحليل بفضل قسم المسالك البولية الترميمية (إعادة البناء) بحيث يتم التخلص من التضيق وإعادة القناة البولية إلى وظيفتها الطبيعية. يتخلص المريض من هذه الشكاوى تمامًا.
